ربما أحد أكبر المتضررين من تفاعلات الأزمة البنكية العالمية الأخيرة، وما سبق ذلك من تطورات على صعيد تضخم الأسعار ومعدلات الفائدة، هي الشركات الناشئة حول العالم. أزمة بنك وادي السيليكون، وهو البنك المفضل للشركات الناشئة في أمريكا، أوجعت الشركات الناشئة في أمريكا خصوصا، إلا أن هذه التطورات في مجملها ذات تأثيرات كبيرة في الشركات الناشئة في كل مكان. لماذا؟ وهل الشركات الناشئة في المملكة بمعزل عن هذه التقلبات؟
الأوضاع الاقتصادية في المملكة لا شك تختلف عن أمريكا وأوروبا في عدة جوانب، وقد رأينا كيف حققت المملكة أعلى نمو اقتصادي بمقياس الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في 2022 من بين جميع دول مجموعة العشرين، بنمو وصل إلى 8.7 في المائة. كذلك تحقق أعلى حجم في استثمارات رأس المال الجريء للشركات الناشئة في المملكة بمقدار مليار دولار، وهو الأعلى تاريخيا وأقل قليلا من أعلى دول المنطقة في هذا المجال، وهي الإمارات بنحو 1.2 مليار دولار
وبحسب الشركة الحكومية المعنية برأس المال الجريء فقد تضاعف إجمالي الاستثمارات في الشركات الناشئة 17 مرة منذ تأسيس الشركة عام 2018، ليصل الإجمالي لنحو 15 مليار ريال من قبل الشركة ذاتها أو الجهات التي تتعامل معها
رغم ذلك هناك عدة تطورات لافتة تمت في العامين الماضيين لا شك أنها أثرت وربما ستؤثر بشكل أكبر مستقبلا في الشركات الصغيرة الباحثة عن التمويل. أحد أهم تلك التطورات هو الارتفاع السريع والمباغت لمعدلات الفائدة التي قام بها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وما نتج عنه من إجراءات مماثلة على الصعيد المحلي
ارتفاع معدلات الفائدة يضر بالكل وله تأثيرات اقتصادية كبيرة، لكن على مستوى الشركات الصغيرة الناشئة قد يكون الضرر أكبر مما هو في أماكن أخرى، وهو أمر اتضح في الآونة الأخيرة نتيجة تعثر بنك وادي السيليكون. لا يوجد في المملكة بنك تجاري يعمل بالطريقة التي يعمل بها بنك وادي السيليكون من حيث علاقته الحميمة بالشركات الناشئة، لكن في نهاية المطاف هو بنك يقدم خدمات مالية للشركات الناشئة التي وجدت نفسها الآن أمام تحديات كبيرة لم تكن في الحسبان فيما قبل
أحد أهم عوامل نجاح بنك وادي السيليكون طيلة الأعوام الماضية، وسبب اعتماد الشركات الناشئة عليه، يعود لمنتج تمويلي موجه للشركات الناشئة التي في الأغلب تجد صعوبة في الحصول على ما تحتاج إليه من تمويل من خلال البنوك التقليدية، بسبب شروط القروض وضوابطها الائتمانية. المنتج عبارة عن تمويل يمنح فقط للشركات الناشئة التي تحصلت على استثمارات من شركات رأس المال الجريء، وهي كثيرة في منطقة وادي السيليكون، وهي شركات بحاجة إلى تمويل إضافي أو تمويل مؤقت يأخذها إلى الجولة التمويلية المقبلة أو لأي سبب آخر. البنك كان يمولهم بمبالغ تصل إلى.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه